ويعد مفهوم الانتماء الوطني من المفاهيم العالمية المهمة في عالمنا المعاصر الذي أصبح من المفاهيم المتكررة في وسائل إعلامنا وفي محاضراتنا وندواتنا بل أصبح مفهومًا رئيسًا في حياتنا العامة.
ولقد تناول المهتمون بأدبيات التربية موضوع الانتماء الوطني من خلال البحوث التربوية والكتب المتخصصة من خلال إيراد تعريفات لمفهوم الانتماء ومدلولاته. وقد عرف هذا المفهوم لغة بأنه الانتساب، فانتماء الولد إلى أبيه انتسابه إليه واعتزازه به، والانتماء مأخوذ من النمو والزيادة والكثرة والارتفاع فالشجر ينمو وكذلك الإنسان.
كما عرف البعض الانتماء اصطلاحًا بأنه هو الانتساب الحقيقي للدين الإسلامي والوطن فكرًا ومشاعر ووجدانًا واعتزاز الفرد بالانتماء إلى دينه من خلال الالتزام بتعاليمه والثبات على منهجه وتفاعله مع احتياجات وطنه وتظهر هذه التفاعلات من خلال بروز محبة الفرد لوطنه والاعتزاز بالانضمام إليه والتضحية من أجله.
ولقد ارتبط الإنسان منذ وجوده بشيئين هما المكان والزمان، فالإنسان مرتبط بالمكان من حيث وجود ذاته، وإذا كان المكان يدل على وجود الإنسان في جزء معين منه فإن الزمن هو الذي يحدد مدى هذا الوجود وكميته، ولذلك فالمكان هو الوطن والانتماء المكاني هو الانتماء الوطني.
ومفهوم الانتماء الوطني وراثي يولد مع الفرد من خلال ارتباطه بوالديه وبالأرض التي ولد فيها، ومكتسب كذلك وينمو أكثر من خلال مؤسسات المجتمع المتمثلة في المدرسة والأسرة والإعلام والمسجد والأقران؛ فإن حب الوطن واجب على كل فرد تجاه وطنه.
ولقد تناول المهمتون بالكتابة في مضامين الانتماء الوطني الكتابة عن الانتماء وتحديده بشحنة عقلية وجدانية كامنة بداخل الفرد تظهر في المواقف ذات العلاقة بالوضع على مستويات ومجالات مختلفة يمكن تحديدها من خلال مجموعة من الممارسات السلوكية الصادرة عن الفرد بحيث تكون تلك الممارسات معبرة عن موقف الفرد ورؤيته تجاه ما يحدث من مواقف في مجتمعه.
ويعد الانتماء حاجة من الحاجات الهامة التي تشعر الفرد بالروابط المشتركة بينه وبين أفراد مجتمعه، وتقوية شعوره بالانتماء إلى الوطن وتوجيهه توجيهًا يجعله يفتخر بالانتماء ويتفانى في حب وطنه ويضحي من أجله، كما أن مشاركة الإنسان في بناء وطنه تشعره بجمال الحياة وبقيمة الفرد في مجتمعه وينمي لدى الفرد مفهوم الحقوق والواجبات، وأنه لا حق بلا واجب، وتقديم الواجبات قبل الحصول على الحق. ومن مضامين الانتماء قيمة الاعتزاز والفخر بالانتساب إلى الوطن وإلى جميع مؤسساته المدنية والأمنية والعمل الجاد من أجل تحقيق المصلحة العامة لأبناء هذا الوطن.
ويشتمل الانتماء على قيم مهمة تتمثل في قيمة محبة الفرد مجتمعه وحرصه عليه وتفاعله مع جميع أفراده. كما تعد طاعة ولاة الأمر والتفاعل معهم والالتفاف حولهم جزءًا مهما لتحقيق الانتماء الوطني وتحقيقًا لتماسك المجتمع ونجاحه في تحقيق أمنه ونجاح خطط التنمية وتحقيق رفاهيته.
كما تتناول قيمة الانتماء الوطني حرص أبناء المجتمع على الحوار بين أفراده وإبراز ثقافة أدب الحوار وأدب ثقافة الخلاف وجعل مصلحة الوطن بارزة أمام الجميع؛ فالحوار من أجل الوطن وليس من أجل تحقيق تفوق شخصي أمام الآخرين.
ومن قيم الانتماء الوطني العمل على إبراز قيمة الوحدة الوطنية وجعلها هدفًا يعمل الجميع على تحقيقه والمحافظة عليه، كما أن قيمة التسامح جزء مهم من قيم الانتماء الوطني؛ لأن من يعيش على أرض الوطن له الحق في المشاركة في بناء حضارته والمساهمة في التفاعل مع مجتمعه.
ويعد الحفاظ على الأمن جزءًا مهما من الانتماء الوطني للفرد والمجتمع حيث إن المواطن يعيش على أرض هذا الوطن ويعمل على الحفاظ على أمن الوطن الفكري والأمني والاجتماعي والاقتصادي.
ويعمل التعليم على تنمية الانتماء الوطني لدى الطلاب من خلال:
- غرس الانتماء إلى الوطن لدى الطالب لأنه أحد دعائم بناء الفرد والمجتمع، واعتبار الفرد جزءا منه ومعرفة الأحداث الجارية في الوطن والتفاعل معها إيجابيا.
- طاعة ولاة الأمر وهذه قيمة مهمة تعمل على تعريف الطلاب واجباتهم تجاه ولاة أمرهم ووجوب طاعتهم والعمل على المساهمة في بناء تنمية الوطن.
- المشاركة في شؤون المجتمع.
- الاهتمام بالآخرين، ويظهر ذلك من خلال الاهتمام بالطالب وعائلته والتفاعل مع جيرانه ومجتمعه.
- الالتزام بالسلوك الجيد والأخلاق الحميدة، ويظهر ذلك في جميع المواد الدراسية التي تعمل على غرس القيم الإسلامية وتنميتها لدى الطلاب.
- القدرة على امتلاك المعارف والمعلومات عن أنظمة الوطن ولوائحه، وعن مؤسسات المجتمع المدني والأمني.
- القدرة على مناقشة الفِكَر والآراء بشكل علمي سليم من أجل تزويد الفرد بالكثير من المفاهيم والاتجاهات الإيجابية.
- احترام عادات وتقاليد الوطن وتقدير مؤسساته واحترام أنظمته والمحافظة على ثرواته.
اخواني أخواتي ألفتني منظر في مدينة تحظن جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم الا وهو
اليوم الوطني فوجةُ شباباًيرفعون صوت الأغاني ويرقصون عليها فحبية أن اقدم لكم هذا الموضوع
{ التعبير عن حب الوطن }
كيف يتمكن الشاب في هذا الوطن الحبيب من التعبير عن انتمائه وحبه للوطن ؟
إن وسائل التعبير عن حب الوطن لا يمكن حصرها في أسطر معدودة ولا في مقال .
وذلك أن حب الوطن أمر فطري يولد به كل إنسان فكل شخص تراه يحن إلى وطنه ومنشئه يحن إلى الديار التي ولد بها وتربى ونشأ فيها فشرب من مائها واستنشق هواءها ومشى ودرج على أرضها ونمى جسده من خيراتها .... وله في كل ذرة من ذرات أرضها ذكرى تخالط نفسه.... وأشجان تحرك مشاعره.... ومواقف تجعله يحن إليها .
والأن الإجابة عن وسائل التعبير عن حب الوطن لا يمكن توفيتها حقها لذا نشير إلى أصولها المهمة :
1 ) ــ الانتماء للوطن والفخر به لكونه قبلة الإسلام ... والسمع والطاعة لولاة الأمر فية .. والحفاظ على وحدته وتماسكه عملاً بقوله تعالى : { يأيها الذين ءامنوا أطيعو الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فإن تنازعتم في شىء فردُوهُ إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الأخر ذلك خيرُ وأحسنُ تأويلاً } . النساء : 59 .
2 ) ــ الحفاظ على مقدرات الوطن التاريخية والاقتصادية والجمالية والشعور بأن مقتنيات الوطن مقتنيانتا عملاً بقوله تعالى : { وتعاونوا على البر والتقوى } . المائدة : 2 .
3 ) ــ إصلاح ما يمكن إصلاحه أو المشاركة في الإصلاح من خلال التوصيل مع المسئولين عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم : (( كلكم راع وكاكم مسئول عن رعيته )) .
وحيث إنه وجد من لا يحسن التعبير عن حب الوطن وجب التبيه على بعض السلوكيات الحاطئة التى لو حظت في بعض المناسبات الوطنية ومنها :
ــ لا يعني حب الوطن بغض غيره من الأوطان فالمسلم كل بلاد الإسلام وطنه والمؤمنون في كل أرض إخوانه .
ــ التهاون براية التوحيد والتلويح بها بصوره قد لا توحي بالاحترام الكامل لما تحمله من معنى وتعريضها للسقوط أحياناً .
ــ إقامة مسيرات يتعطل الآخرون بسببها وإغلاق بعض الشوارع بسبب عشوائيتها وازدحامها مما يسبب عرقلة للسير وإضراراً بالمرضى والمسنين ومن لهم مصالح عاجلة أومهمة .
ــ رفع أصوات أنغام الموسيقى وربما الرقص عليها في أوضاع مشينة غير لائقة .
تعرض أرواح الأبرياء للخطر من خلال قيادة بعض وسائل المواصلات بطريقة خطرة تضر صاحبها والآخرين .
ــ عدم احترام العائلات الموجودين في الطرق والشوارع وتعرضهم للإيذاء من قبل الآخرين .
وختاماً نعم لحب الوطن ونعم للتعبير الايجابي عن حب الوطن ولا لكل مساس بأمنه ووحدته .