﴿لكل داء دواء﴾

قال رسول الله صلى الله علي وسلم:
( ما أنزل الله داء ، إلا قد أنزل له شفاء ، علمه من علمه ، و جهله من جهله )
الراوي: عبدالله بن مسعود - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: الألباني - المصدر: السلسلة الصحيحة - الصفحة أو الرقم: 451

قالت الأعراب يا رسول الله ألا نتتداوى
( قال نعم يا عباد الله تداووا ، فإن الله لم يضع داء إلا وضع له شفاء – أو دواء – إلا داء واحدا ، فقالوا : يا رسول الله وما هو ؟ قال : الهرم )
الراوي: أسامة بن شريك - خلاصة الدرجة: حسن صحيح - المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2038

هذه الأحاديث المعجزة، خص بها الحبيب المصطفى أمته ليحفزهم على اكتشاف العلاج لكل مرض و داء لمصلحة المسلمين والبشرية جميعا لأنه يجب أن يكون دورنا كمسلمين قياديا لا أن يكون دورنا فقط الاستفادة مما يكتشفه الآخرون


قال تعالى:
( من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميع ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) 32 المائدة

فيا بشرى لمن أحيى نفسا فكأنه أحيا الناس جميعا.
ان العزة التى يريدها الله لنا هى أن نأخذ مكانا مرموقا بين الدول اقتصاديا وعلميا وصحيا وثقافيا وتعليميا بما فيها البحوث والاكتشافات والاختراعات والقوة والمنعة وإذا كانت العزة واجبة على المسلمين فكل شيئ يؤدى إلى العزة فهو واجب
إن الله أعطانا دينا قيما وثروات بشرية ومادية لا نظير لها فلا عذر لأحد ففى الآخرة سيحاسبنا الله على هذا التقصير
قال تعالى: ( ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) الزلزلة

ومصداقا لأحاديث الرسول السابقة نجد أن هناك العديد من الأمراض التى فتكت بالملايين على مر السنين وظن الناس أنه لا علاج لها فإذ بهم بالبحث والعلم يكتشفون العلاجات لهذه الأمراض و الوقاية منها وفيما يلى بعض هذه الاكتشافات:[1] وياليت كان لنا دور فيها

1. شلل الأطفال:
هدد شلل الأطفال الملايين غير أن العالم ( سوك) اكتشف بعد أبحاث كثيرة طعم ضد شلل الأطفال عن طريق الحقن غير انه لم يكن فعالا ضد أحد سلالات الفيروس الثلاث
وفى سنه 1962 اكتشف العالم ( سابين) طعم يعطى عن طريق الفم على هيئة 3 جرعات مازال مستخدما حتى الآن واليوم تكاد الإصابة بفيروس شلل الأطفال تختفى من العالم

2. الحصبة
قضى مرض الحصبة على حياة الملايين من الأطفال حتى اكتشف الطعم المضاد عام 1963

3. الكوليرا
قتلت الكوليرا الملايين فى العالم والآلاف فى مصر حتى تم اكتشاف المضادات الحيوية المناسبة والتطعيم

4. الجدرى:
هدد الجدرى الملايين وقام ( جينر ) باكتشاف التطعيم واختفى الجدرى من العالم منذ عام 1975 بلا عودة

5. التيفود
هدد هذا المرض حياة الناس بشكل خطير أما فى مجال الحرب فان الجنود الذين كانوا يموتون بالتيفود أكبر من الذين يموتون نتيجة مضاعفات إصاباتهم بالجروح والكسور حتى اكتشف العالم ( رايت ) الطعم المضاد عام 1898 بالإضافة إلى المضادات الحيوية

6. الحميات والجروح والعدوى بالمكروبات
توصل العالم(فيلمنج) عام 1928 إلى عقار البنسلين وهو واحدة من أكبر الاكتشافات التى نفعت البشرية ويستخدم كمضاد حيوى أنقذ أرواح الملايين فى الحرب والسلم
ثم اكتشف ( وكسسمان ) الاستربتومايسين عام 1943 وهو مضاد حيوى قادر على قتل بكتيريا السل والتيفود والتهاب السحايا وهى أمراض لا يقضى عليها البنسلين

07 مرض السكر
قبل عام 1921 كان الناس يموتون بالملايين أو يعيشون بمضاعفات خطيرة كفقد البصر أو الفشل الكلوى أو اعتلال الأعصاب
غير أن أبحاث اثنين من العلماء هما (بانتنج وبست) توصلت عام 1921 إلى استخلاص الأنسولين ثم تطورت الأبحاث حتى تم التوصل إلى الأنسولين الذى نستخدمه الآن

8. الحمى الصفراء
أثارت الذعر فى العالم وقتلت ملايين الأمريكيين عام 1888 وبعدها ومن أعراضها الحرارة الشديدة والقيئ الأسود واصفرار الوجه والعينين وبعد أن اكتشف العالم ( ريد ) الأسباب الحقيقية أصبح طريق النجاة من هذا المرض الخطير ممكنا وبالتالى انحسر عن العالم إلا فى نطاق محدود فى بعض الدول الفقيرة

9. الآلام الروماتزمية ونزلات البرد
الأسبرين هو أكثر الأدوية استخداما وشيوعا فى العالم وهو عقار عجيب اكتشفه العالمان (هوفمان ودريزر ) عام 1899 عندما تم استخلاص مادة حمض السالسيليك من أوراق شجر الصفصاف ( وهو موجود بكثرة فى مصر على جوانب الترع) وهو يقاوم الآلام الروماتزمية ونزلات البرد والصداع وارتفاع درجات الحرارة وغيرها وله فوائد طبية أخرى كثيرة

بجانب ذلك هناك تقدم كبير فى مجال الأساليب والأدوات المستخدمة

1. نقل الدم
واحتاج هذ الأمر إلى دراسات كثيرة أدت إلى اكتشاف 4 فصائل للدم لذلك يتم النقل بعد التأكد من التوافق بين الفصائل

2. التخدير الكلى
كان فى السابق يتم إعطاء المريض المراد إجراء جراحة له مواد مخدرة أو كحولية ولكن هذه الطرق كانت خطرة وقد يكتفى بإمساك المريض وربطه أثناء الجراحة أو ضرب المريض على رأسه حتى يفقد الوعى ثم تجرى الجراحة
وفى عام 1845 قام ( مورتون) باكتشاف مذهل باستخدام غاز الأثير فى عمليات التخدير وتطور الأمر أكثر فأكثر

3. الأدوات والأجهزة
جهاز قياس ضغط الدم _ مقياس الحرارة _ منظار فحص العين _ المحاقن _ السماعة الطبية _ أشعة اكس _ الرسم الكهربائى للقلب والمخ _ المناظير _ المفاصل الصناعية ……الخ