ولد الفنان العملاق زكي محرم محمود رستم في 5مارس 1903لأسرة ارستقراطية عريقة ذات مكانة متميزة في مصر حيث كان والده وجده من باشاوات مصر قديما.
وعين والده وزيراً في عهد الخديوي اسماعيل. وعندما توفي والده كان الفنان زكي لا يزال صبيا صغيرا فتكفل به صديق والده - مصطفى بك نجيب - والد الفنان سليمان نجيب. ولهذا كبر زكي رستم وأحب الفن نظرا لقربه منه وكان يحرص دائما على الذهاب إلى المسرح ليشاهد سلامة حجازي، ومن هنا بدأت علاقة قوية بينه وبين بعض فناني المسرح في ذلك الحين ومنهم الفنان عبدالوارث عسر.
وعندما تمكن حب الفن منه تماما قرر زكي رستم ان يفاتح سليمان نجيب في الأمر ولكن سليمان نجيب استنكر ذلك إلا انه لم يمانع تماما وعرفه بالفعل على عبدالرحمن رشدي فألحقه الأخير بفرقته المسرحية وبدأ البروفات على الفور وظل لمدة ثلاث سنوات لا يتقاضى راتبا عن عمله.
ولم يستمر زكي رستم مع عبدالرحمن رشدي مدة طويلة وتنقل بين عدد من الفرق المسرحية منها "أولاد عكاشة" و"فرقة جورج أبيض"، إلى ان طلبة يوسف بك وهبي في العام 1926للانضمام إلى فرقته المسرحية "فرقة رمسيس" وقدم معها مسرحيات عدة منها "كرسي الاعتراف" و"الطاغية" وتقاضى للمرة الأولى في حياته أجراً قدره خمسة عشر جنيها ثم ارتفع بعد ذلك إلى 30جنيها وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.
وفي العام 1930اتجه زكي رستم إلى السينما وقام بدور "ابراهيم" في فيلم "زينب" الصامت من اخراج محمد كريم. وعندما اصبحت السينما ناطقة برع زكي رستم في تجسيد دور الباشا ولكنه برع ايضا في أداء وتجسيد الشخصيات الأخرى التي لعبها على مدار تاريخه الفني. ثم كانت تجربته الثانية في فيلم "الضحايا" أمام الفنانة بهيجة حافظ و"كفري عن خطيئتك" و"الورود البيضاء" 1933و"الاتهام" و"ليلى بنت الصحراء" 1937و"العزيمة" 1939و"ليلى البدوية" 1944و"قصة غرام" و"هذا ما جناه أبي" و"السوق السوداء" 1945"الأب" 1947، و"معلش يا زهر" و"ياسمين" و"أنا الماضي" 1950، و"النمر" 1951، و"عائشة" 1953، و"صراع في الوادي" 1954و"حب ودموع"
1955.ويعد فيلم "رصيف نمرة 5" 1956من أشهر أفلامه مع فريد شوقي حيث كونا ثنائيا فنيا وقدما العديد من الأفلام السينمائية سويا منها أيضا فيلم "الفتوة" 1957و"امرأة في الطريق" 1958ثم قدم "ملاك وشيطان" 1960.وفي نفس العام قدم ايضا أحد كلاسيكيات السينما المصرية التي لا ينساها أحد فيلم "نهر الحب" أمام فاتن حمامة وعمر الشريف وعمر الحريري وقد جسد شخصية "الباشا" بطريقة جعلت المتفرج يكرهه ويحبه في نفس الوقت لاتقانه الشخصية باقتدار فائق ثم قدم بعد ذلك "الخرساء" و"أنا وبناتي" 1961و"يوم بلا غد" و"بقايا عذراء" 1962، و"الحرام" 1965، وكان آخر أفلامه على شاشة السينما فيلم "إجارة صيف" في العام 1967.عاش زكي رستم وحيداً طوال حياته وخاصة بعدما انتحرت الفتاة التي يحبها خوفا من عدم موافقة والدها على زواجها منه. وفي أيامه الأخيرة عانى كثيرا من عدم قدرته على السمع مما دفعه إلى الابتعاد عن الفن واعتزاله عن الناس إلى ان توفي في 15فبراير عام 1972م.